الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزّعة
" رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ " [التوبة:87].
إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال.
يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع، لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة، فيجعلك في أمر مريج، ونصيحتي لك ولنفسي: أن تقوم بأعمال مثمرة، بدلآً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأدٌ خفي، وانتحار بكبسول مسكِّن.
إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارَس في سجون الصين، بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة، وفي فترات انتظار هذه القطرات يُصاب السجين بالجنون.
الراحة غفلة، والفراغ لص محترف، وعقلك هو فريسة ممزَّقة لهذه الحروب الوهمية.
إذاً قم الآن صل أو اقرأ، أو سبّح، أو طالع، أو اكتب، أو رتّب مكتبتك، أو اصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين.
اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب، انظر إلى الفلاحين، والخبازين والبنائين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب لأنك ملدوغ.